الجمعة، 3 أكتوبر 2008

الأرض والمنفى تابع الفصل الأول

الديك بح صوته. شل مجداف خشبي .الصالحون فقدوا قبورهم .هل تصادر القبور ؟ لم يبق للقلب غير ساعة تأمل . يحييها رغبة أو رهبة . وحين تصادر التأملات يغشى الجميع موت لا بعث بعده ولا نشور . أما إذا تغنت النساء بالحب فالقلب حتما يحن إلى ذكرك .

هل تعرف نساء الأرض أن أزيز الطائرات هو ما ذكرني بصمتك الجميل ؟ قهقهت القوة في دوي القنابل . خوف ساذج من أمد الطفولة . أخذني رعب شديد . أحسست عميقا بالضعف . حضنت بكاء مريرا . تذكرت كلام الشيخ في المغارة الجبلية .تذكرت أن الحب والقسوة لا يلتقيان . خطوت خطوة في رحا ب التنديد بمشاهد العدوان . تألمت ألما مبهما . تعثرت قدماي ببعض أشلائي ملقاة بين الضحايا .أدركت أن الرزايا واحدة وأن للمصائب وجهها العابس . كل تلك الشلاء هي جسدي . إننا جميعا نتضحى .. مع كل طلقة رصاص وكل ضربة سوط . مأساتنا واحدة في غزة والخليل .. في القدس أو بغداد . ليس لنا إلا قبر واحد .. فهذا كله قبر مالك..
القلب والأرض .. المصير والمنتهى .
غير أن القتل استحر بين الطوائف . انطلق سهم من حيفا إلى حيفا . الشيعة والسنة يحترقون في مواجهات دامية . تراجعت فلول القاعدة وطالبان تحسبا للعاصفة . ترقرق مطر كثيف . حجزت تذكرتي وعانقت الحصار .. الحرب أفرخت بين المدائن .

- نحن من سلالة الموتى ..
من يتكلم ؟ سقراط أم هانون القرطاجي ؟
التفت إلى بوذا . حديثنا والقلب . حتام الموت والحرب والانتظار ؟ هل أتغلب على يأسي ؟
يد مباركة مدت لي . تحيي الموتى أو تلوح خلف غيمة الرحيل بالبشرى . ولا حياة لي إلا بالعينين الجميلتين . وحدهما تمنحاني سلطة على الجن فأتسرب عبر الحصار .أحمل إليك بشرى يد مباركة . أحدثك من أحاديث شيخ جليل عاش في المغارة الجبلية قبل أن أولد ، ولا زال صداه يتردد في المغارة إلى اليوم . فهل تسمعين حديثه الآن ؟

ليست هناك تعليقات: